تاريخ امرأة مخضرمة

أم الحسن .. قهوة تحكي تاريخ امرأة مخضرمة ...!
ما من أحد ربطته صلة دم بشريان الشمال ولم يسمع بقهوة ام الحسن ، حتى عندما كان هذا الشريان غائصاً بين كثبان الرمال قبل أن تدب فيه الروح ويطفو إلى السطح وهو يتلوى بين تلك الفيافي .
أصبحت القهوة بمثابة إرث حضاري يصنف ضمن آثارها المجيدة ، من يسمع بها يعتقد أنها قلعة أو مبنى عريق يقف شامخاً على الطريق ولا يخطر على باله أنها كانت مجرد أعواد رقيقة السيقان لا تقوى على حمل سقفها ، نصبتها ( الحاجة ام الحسن ) بمساعدة زوجها في الأربعينات وكانت وقتها تبعد بمسافة (141) كيلو متر من مدينة ام درمان . ولكنا كانت بمثابة منارة تهدي الساري والضهبان بنورها الخافت ليلاً وشبحها نهاراً .

حدثنا ابن عم الحاجة أم الحسن عثمان حسين الحفيان قائلاً :في تلك الفترة كانت حركة سير العربات ضعيفة وقد تمر في الأسبوع عربة أو عربتين إلى أن جعلت لها أياماً محددة هي السبت والثلاثاء ولشدة ما ألفت الحاجة ام الحسن المكان وحركة اللواري كانت تميز سائق العربة لمجرد سماعها صوت (التعشيقة) قبل أن تراها فتقول ( فلان وصل ) وقد كانت ومازالت تتخصص القهوة في عمل الشاي والقهوة ، إلا أن السواقين كانوا يذبحون ويطبخون حلتهم ويرمون القراصة أو يأتون برغيف معهم ولما لم يكن هناك مصدر للمياه كانت تأخذ شاي كفتيرتها من (قرب) السواقين تقتصده لحين مرور آخرين ، إلى أن مر الرئيس جعفر محمد نميري في فترة السبعينيات بذاك الطريق واقترح عليها أن تبنى لها خلوة لكنها رفضت لأنه في ذلك الوقت لم تكن المنطقة آهلة بالسكان وطلبت منه أن يحفر لها بئر لحل مشكلة المياه ، فأقام لها صهريجاً لكنه سرعان ما تعطل إلى أن تم حفر البئر بواسطة أحد الخيرين من منطقة كرمة فأصبحت قبلة لكل المارين يتزودون منها ذهاباً وإياباً .
لم يبق الحال كما هو عليه بعد عهد الإنقاذ حيث تم نقلها لمقرها الجديد الآن على بعد 240 كيلو من أم درمان ، مكان البئر الذي قام بحفره لها السد عطا المنان وزودها ببابور كهربائي وثلاجة وكارو لنقل الماء ، وأصبحت منطقة سكنية بها جامع ومدرسة ومجموعة من القهاوي .
وأضاف عثمان أن المنطقة مازالت تعاني من مشكلة المياه خاصة المدارس التي تقدمت منطقة الزبير الخيرية بمنحها (كرداكة) تعمل على رفع الماء ، واختصت بها المدارس ، وقد أثر ذلك عل تنمية وإقامة مشروع زراعي يكفل أهل المنطقة .
توفيت الحاجة أم الحسن في العام 2003مـ عن عمر يناهز (101) سنة مخلفة ثلاثة بنات وأربعه أبناء ودفنت في منطقة (قنتي) لأنها حينها لم تكن هناك المقابر التي أنشئت بعد وفاتها ، والآن المنطقة بها عدد من القهاوي مملكة لعشيرتها من أبنائها وأبنا عمومتها لكنها لم تعد مرتكزاً كما الأول بعد إنشاء العديد من القهاوي والمناطق السكنية وأشهرها منطقة (التمتام) اللهم إلا من العربات الصغيرة ومن يريد التزويد بالبنزين أو الجاز المعبأ لجذب العربات وزيادة الخير خيرين ...

منقول من تقرير / أمل أبو القاسم ...

رحمها الله ...
وحقيقى إمرأة مخضرمة ... فى ذلك الزمن الصعب ..

رحمها الله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الله يرحمهاااا

وبي جد الكلام دة أول مرة اعرفو " مع اني كنت سامعة بي ام الحسن ، وعارفة كمان انها قهوة ، بس ما اتوقعت ان الاسم جاي من مرأة زي كدا "

عليها رحمة الله

رحمة الله عليها

وشكرا على مرووركم