Admin Admin
الدولة : السعودية الجنسية : سوداني عدد المساهمات : 272 نقاط : 397
| موضوع: «إسرائيليون يروون قصة الانفصال (2) الأربعاء يناير 26, 2011 2:33 pm | |
|
{ حين سئل آفي ديختر وزيرالأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق عن مستقبل جنوب السودان كان نص رده كالتالي: هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف في السودان لكي يستقل الجنوب، وكذلك إقليم دارفور، على غرار استقلال كوسوفو، حيث لا يختلف الوضع في جنوب السودان ودارفور عن كوسوفو، في حق الإقليمين في التطلع إلى الاستقلال واكتساب حق تقرير المصير بعد أن قاتل مواطنوهما لأجل ذلك. { دعم “إسرائيل” للمتمردين في جنوب السودان، مرّ بخمس مراحل سجلها العقيد فرجي في كتابه على النحو الآتي: { المرحلة الأولى: بدأت في الخمسينات، مباشرةً بعد تأسيس دولة “إسرائيل”. وخلال تلك الفترة التي استمرت نحو عقد من الزمن اهتمت “إسرائيل” بتقديم المساعدات الإنسانية (الأدوية والمواد الغذائية والأطباء)، كما حرصت على تقديم الخدمات للاجئين الذين كانوا يفرون إلى إثيوبيا. وفي هذه المرحلة بدأت أولى المحاولات لاستثمار التباين القبلي في جنوب السودان ذاته لتعميق حدة وهوَّة الصراع، ومن ثم تشجيع الجنوب على الانفصال. كما قام ضباط الاستخبارات “الإسرائيلية” الذين تمركزوا في أوغندا بفتح قنوات الاتصال مع زعماء قبائل الجنوب لدراسة الخريطة السكانية للمنطقة. { المرحلة الثانية: (بداية الستينات): اهتمت “إسرائيل” بتدريب عناصر من الجيش الشعبي على فنون القتال، في مراكز خاصة أقيمت في إثيوبيا. وفي هذه المرحلة تبلورت لدى الحكومة “الإسرائيلية” قناعة بأن توريط السودان في الحروب الداخلية كفيل بإشغاله عن أية مساندة يمكن أن تقدم إلى مصر في صراعها مع “إسرائيل”. وكانت منظمات التبشير تقوم بنشاط ملحوظ في الجنوب، الأمر الذي شجع “إسرائيل” على إيفاد عناصرها الاستخبارية إلى الجنوب تحت شعار تقديم العون الإنساني، في حين أن الهدف الأساسي كان استيعاب عناصر مؤثرة من السكان لتدريبهم لإدامة التوتر في المنطقة. وفي هذه المرحلة أيضاً عمدت “إسرائيل” إلى توسيع نطاق دعمها للمتمردين، عن طريق تقديم الأسلحة لهم عبر الأراضي الأوغندية، وكانت أولى تلك الصفقات في عام 1962م ومعظمها كانت من الأسلحة الروسية الخفيفة التي غنمتها “إسرائيل” في عدوانها على مصر عام 1956م واستمرت عمليات تدريب المقاتلين الجنوبيين في أوغندا وإثيوبيا وكينيا، ثم الدفع بهم للاشتراك في القتال داخل الحدود السودانية. { المرحلة الثالثة: التي امتدت من منتصف الستينات وحتى السبعينات، وقد استمر خلالها تدفق الأسلحة على الجنوبيين من خلال تاجر أسلحة “إسرائيلي” وسيط اسمه جابي شفين كان يعمل لمصلحة الاستخبارات، وأرسلت إلى الجيش الشعبي شحنات من الأسلحة الروسية التي غنمتها “إسرائيل” في حرب 1967م، وقامت طائرات الشحن “الإسرائيلية” بإسقاط تلك الأسلحة والمعدات على ساحة المعسكر الرئيسي للمتمردين في أورنج كي بول. كما قامت “إسرائيل” بإنشاء مدرسة لضباط المشاة في (ونجي كابول) لتخريج الكوادر اللازمة لقيادة فصائل التمرد. وكانت عناصر “إسرائيلية” تشترك في المعارك لتقديم خبراتها للجنوبيين. وفي هذه المرحلة أيضاً تم استقدام مجموعات من الجيش الشعبي إلى “إسرائيل” لتلقي تدريبات عسكرية. وفي بداية السبعينات فتحت بشكل رسمي نافذة أخرى لإيصال الدعم “الإسرائيلي” إلى جنوب السودان عبر أوغندا. { وحينما بدا أن حركة التمرد على وشك الانتهاء في عام 1969م بذلت “إسرائيل” جهداً هائلاً لحث المتمردين على مواصلة قتالهم، واستخدمت في ذلك كل أساليب الكيد والدس التي استهدفت إقناع الجنوبيين بأنهم يخوضون صراعاً قومياً مصيرياً بين شمال عربي مسلم محتل وجنوب زنجي إفريقي مسيحي ووثني، يعاني فيه أهل الجنوب من الحرمان والظلم. { المرحلة الرابعة: الممتدة من أواخر السبعينات وطوال عقد الثمانينات. وفيها شهدت القارة الإفريقية عدة تقلبات لم توقف دعم “إسرائيل” للمتمردين، وقد ازداد الدعم بعدما أصبحت إثيوبيا ممراً منتظماً لإيصال الأسلحة للجنوب. وبرز جون قرنق في هذه المرحلة كزعيم ساندته “إسرائيل” واستقبلته في تل أبيب وزودته بالمال والسلاح، وحرصت على تدريب رجاله على مختلف فنون القتال، وكان بينهم عشرة طيارين تدربوا على قيادة المقاتلات الخفيفة. { المرحلة الخامسة: بدأت في أواخر عام 1990 واستمر الدعم “الإسرائيلي” واتسع نطاقه، وأصبحت الشحنات تصل إلى الجنوب عبر كينيا وإثيوبيا. وقد زودت “إسرائيل” الجنوبيين بالأسلحة الثقيلة المضادة للدبابات والمدافع المضادة للطائرات. ومع بداية عام 1993م كان التنسيق بين “إسرائيل” والجيش الشعبي قد شمل مختلف المجالات، في ما خص التمويل والتدريب والتسليح والمعلومات وإشراف الفنيين “الإسرائيليين” على العمليات العسكرية. { كما رأيت وبشهادتهم فإنهم لم يغمضوا أعينهم لحظة عن جنوب السودان منذ نصف قرن. من مقال الأستاذ فهمي هويدي «الخليج الاماراتية» | |
|